شكل التصوف رحلة روحية في الفكر العربي الإسلامي، حرّكت مياهه الراكدة، وقدّم دفقاً غزيراً من المرونة للروح فخفف من جفاف الفقه، ولم يقتصر تأثيره على الفكر الديني، بل تعداه إلى اللغة وفنون القول والخطاب، وذلك بسبب الانزياح الدلالي الكبير والواسع الطيف لمفرداته وصولاً إلى الرمز، كما خلق التصوف فضاءات جديدة للروح لتحلق في عالم اللانهاية والتبصر في الماوراء، فأنتج رؤى هائلة المدى لم يسبق لمخيلة أن تجاوزت...