"لا يشبه أبي أباه، ربما بنفس القدر الذي لا أشبه به أبي، لأنني أشبه جدي كثيراً.
جدي كان هادئاً، معتزلاً، خفيض الصوت، يبدو لي أنه ترك أبناءه، أبي وعماتي الثلاث، يكبرون ويشقون في الحياة بدون تدخلات كبيرة، تاركاً لحزم جدتي وصرامة إدارتها معظم المهام الأبوية.
رأيته كثيراً ما يقضي وقته بعد عودته من العمل يستمع إلى محمد عبد الوهاب أو يشرب الشاي في الشرفة، ويتابع زوجين من الحمام يعتني بهما في قفص صغير وهو...